التهاب المفاصل مرض من بين أكثر من مائة مرض تصيب المفاصل. يعاني ضحايا التهاب المفاصل الألم والتيبس والانتفاخ في مفاصلهم. وكثير من الناس يصيبهم مرض التهاب المفاصل بالإعاقة.

ويستخدم مصطلحا التهاب المفاصل والروماتيزم الواحد بديلا عن الآخر. ومهما يكن فإن كلمة روماتيزم أكثر عمومية تشير إلى أنواع عديدة من أمراض المفاصل والعضلات والنسيج الضام. انظر: الروماتيزم. والشكلان الرئيسيان لالتهاب المفاصل هما التهاب المفاصل العظمي(الفصال العظمي) وهو الأكثر شيوعا والتهاب المفاصل الروماتيزمي وهو ثاني الأنواع شيوعا.

التهاب المفاصل العظمي. ويسمى أيضا مرض تآكل المفاصل يحدث عندما يأخذ المفصل في التآكل. وكثير من كبار السن مصابون بالتهاب المفاصل العظمي وقد يحدث أيضا إذا جرح المفصل عدة مرات. والمفاصل الأكثر تأثرا دائما هي مفاصل اليدين والوركين والركبتين وأسفل الظهر والعنق. قد تنتج إعاقة حادة وبخاصة إذا أصيب الوركان والركبتان بمرض شديد.

يعاني المرضى بالتهاب المفاصل العظمي الألم في المنطقة المصابة وقد يشعرون بإحساس بالصرصرة أو الاحتكاك عندما يتحركون. ففي التهاب المفاصل العظمي يتحلل الغضروف بين العظمتين جاعلا تلك العظام يحتك بعضها ببعض. وقد تنمو كعبورات العظام والغضروف المتصلب في المفصل مسببة الانتفاخ والتشوه.

والتهاب المفاصل العظمي لايمكن علاجه. ويسعى الأطباء إلى تخفيف الألم ووقاية المريض من أن يصبح معاقا. يشتمل العلاج على العقاقير ولاسيما الأسبرين وبرامج التمارين المعدة خصيصا. وقد يقوم جراح العظام بإصلاح المفصل حاد الإصابة أو إبداله بواحد مصنوع من المعدن أو البلاستيك أو غيرهما من المواد.
التهاب المفاصل الروماتيزمي. يطلق عليه عادة اسم المعيق الأكبر. وأكثر ضحاياه يكونون بين سن 20 و40 ولكنه قد يصيب الأطفال وكبار السن.

تكون المفاصل المصابة بالتهاب المفاصل الروماتيزمي ساخنة ومؤلمة وحمراء ومتورمة. يؤثر هذا المرض بشكل رئيسي على الرسغين والبراجم ولكنه قد يحدث في أي مفصل. وفي كثير من الحالات ينتشر التهاب المفاصل الروماتيزمي في كل الجسم مسببا تلفا للأعضاء والنسيج الضام. وإذا ترك بدون ضبط فإن المفاصل المريضة قد تتيبس في النهاية في أوضاع مشوهة. وقد يبقى التهاب المفاصل الروماتيزمي طوال حياة المريض وقد يختفي فترات متفاوتة من الزمن.

في التهاب المفاصل الروماتيزمي تأكل الأنسجة الملتهبة والمواد الأخرى في المفصل العظم والغضروف. ويعتقد الأطباء أن المرض تسببه الكائنات الدقيقة أو المناعة الذاتية (هجوم الجسم على أنسجته ذاتها) أو كلتاهما. انظر: المناعة. وبعض الناس يرثون نزوعا إلى التهاب المفاصل الروماتيزمي. ويحاول الأطباء منع المرض من إعاقة ضحاياه. ويتضمن العلاج الراحة والتمارين الخاصة والأسبرين وغيرها من العقاقير. وفي الحالات شديدة الحدة قد يستعمل الحقن بإحدى مركبات الذهب. ويمكن إبدال المفصل الذي تلف بشده أو إصلاحه.
الصور الأخرى من التهاب المفاصل. تضم النقرس والتهاب الفقار الرثياني والتهاب المفاصل الإنتاني. ويعاني ضحايا النقرس بروز انتفاخات مؤلمة ولكنهم يشعرون بتحسن بين النوبات. يتأثر أولا مفصل الوكعة الذي يربط إصبع القدم الكبير بالقدم في معظم الحالات. ويسبب النقرس وجود كمية زائدة من حمض اليوريك في الدم. وأثناء النوبة يكون هذا الحمض على هيئة بلورات إبرية الشكل في المفاصل. وبعض الناس يرثون مرض النقرس. وقد تقود المشروبات الكحولية والطعام الدسم إلى نوبة من الهيجان لدى المصابين بالنقرس ولكنها لا تسبب المرض. ويصف الأطباء عقاقير للتقليل من الالتهاب ومنع النوبات الإضافية. انظر: النقرس.

يصيب التهاب الفقار الرثياني بشكل رئيسي الشباب من الرجال. وتلتهب مفاصل العمود الفقري وينشأ عند المريض ظهر متصلب محدودب. وأغلب ضحايا المرض لديهم فصيلة نادرة من الدم يسمى ه ل أ ب 27 (HLAB-27). تتضمن المعالجة العلاج الطبيعي والعقاقير.

أما التهاب المفاصل الإنتاني فتسببه البكتيريا. وتحدث صوره الأكثر شيوعا بعد التهاب في الرئة أو الجلد أو إجراء جراحة في المفصل أو عدة أمراض جنسية. وفي أكثر الحالات تمنع المعالجة المبكرة بعقاقير المضادات الحيوية من الإعاقة.